کد مطلب:239482 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:146

المأمون مع الرعیة عموما
و عن حالة المأمون العامة مع الناس یقول فان فلوتن :

« .. و لم یكن جور النظام العباسی و عسفه، منذ قیام الدولة العباسیة بأقل من النظام الاموی المختل. و تذكرنا شراهة المنصور، و الرشید، و المأمون، و جشعهم، و جور أولاد علی بن عیسی، و عبثهم بأموال المسلمین بزمن الحجاج، و هشام، و یوسف بن عمر الثقفی . و لدینا البراهین الكثیرة علی فجیعة الناس فی هذا العرش الجدید، و مقدار انخداعهم به .. »، ثم یضرب أمثلة من الخارجین علی سیاسات العباسیین تلك، ثم یقول : « .. كل ذلك یبین أن ما كان یشكو منه المسلمون من الجور و العسف لم یزل علی ما كان علیه فی عهد بنی أمیة الأول ..» [1] .

قال ابن الجراح : ان ابراهیم بن المهدی كان : « یرمی المأمون بأمه [2] و اخوته، و أخواته، و من أیسر ذلك قوله:



صد عن توبة و عن اخبات

و لها بالمجون و القینات



ما یبالی اذا خلا بأبی عی

سی و سرب من بدن أخوات



أن یغص المظلوم فی حومة الجو

ر بداء بین الحشا و اللهاة [3] .



[ صفحه 181]



و ما یهمنا هنا هو البیت الأخیر، أما ما قبله، فلا نملك الا أن نقول : « أهل البیت أدری بالذی فیه .. » ..

و علی كل حال .. فاننا لا نستغرب علی المأمون صفة الظلم و العسف و الجور .. بعد أن رأینا أنه عندما عرضت علیه سیرة أبی بكر، و عمر، و عثمان، و علی (ع)، یأبی أن یأخذ بها جمیعا، لأنه كان یجد فی آخر كل منها: أنهم كانوا یأخذون الأموال من وجوهها، و یضعونها فی حقوقها . لكنه قبل سیرة معاویة، الذی أراد الاعلان ببراءة الذمة ممن یذكره بخیر ؛ لأن فی آخرها یقول : انه كان یأخذ الأموال من وجوهها، و یضعها كیف شاء ..، و قال المأمون حینئذ: «ان كان فهذا [4] « !! و فی رسالة عبدالله بن موسی للمأمون نفسه ما فیه الكفایة فلتراجع فی أواخر هذا الكتاب.


[1] السيادة العربية و الشيعة و الاسرائيليات ص 132.

[2] و لكن امه كانت قد ماتت أيام نفاسها به !! . و لعله يريد أن امه كانت مهمة ، فكان يعير بها ....

[3] الورقة، لابن الجراح ص 21، و لا بأس بمراجعة كتاب : أشعار أولاد الخلفاء.

[4] المحاسن و المساوي للبيهقي ص 495.